رؤية إسلامية للحب بين الشباب ...

عناصر الموضوع :

*الحب حرام أم حلال؟
*نهايات تلك العلاقات.
*الإنتقام الإلهي.
*رساله إلى الفتاة.
*رساله إلى الشاب؛



الحمد لله رب العالمين والسلام علي أشرف المرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم أما بعد.....
أخوتي في الله .. مازال الحب من أهم الموضوعات التي تشغل عقول الشباب فترى كثيرًا من الشباب يتساءلون ...
هل الحب حلال أم حرام؟
ومتى أحب؟ وكيف لي أن أحب؟
وماذا أفعل وقد وقعت في شباك الحب؟
وللإجابه على هذه التساؤلات هيا بنا نتطلع على هذه الكلمات البسيطه عسى أن نجد فيها ما نريد ..
************************************

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أما بعد ...أخوتي في الله ...
بداية نتفق جميعًا أن عاطفة الحب توجد في كل كائن إنسانًا كان أو حيوانا .. فهو يستغلها فيما ينفعه . فمثلا الزوج يحب زوجته ليبنيا بيتا يعبد الله ؛ والطائر يحب وليفته ليحافظ علي بقاء جنسه وهكذا... ولكن الأزمه هي استخدام الحب في غير محله ،فما يحدث بين شبابنا ليس حب ،أرجو ألا تغضبوا منّي لأنه لا يمكن أن نضع طعامًا لجائع لم يذق الطعام منذ أيام
،فحينما يأكل الطعام المقدم إليه عن آخره نقول أنه أكل الطعام لأنه يحبه! لا...بل أكل الطعام لآنه جائع فالشاب الذي يتقرب إلى فتاة والعكس فالجوع والشهوه هي التي تحركه لذلك ..لا الحب ، فعندما تغزو الشهوه جسد الشاب يتحول ( ما دام بعيدًا عن الله ) إلى ألعوبه في أيدي الشيطان فينسى مستقبله ودراسته ، ويحول اتجاهات حياته بناءًا على أوامر تلك الشهوات.
ولكن الإسلام ألجم تلك الشهوه وهذبها وروضها في إطار الزواج ، فلا تستعجل تفريغ الشهوه وانتظر قليلاً ، فالله – عز وجل- سيرسل لك من تحبه ويحبك ولكن في إطار رباني مهذب وهو الزواج.


*** هل الحب حرام أم حلال؟؟؟

أخي في الله ...أختي في الله ...حتى نستطيع الإجابه على هذا السؤال دعوني أطرح عليكم بعض الأسئله :-
السؤال الأول : هل تغض بصرك عن من تحب؟
هل تغض بصرك عن من حبيبتك؟ هل تغضين بصرك عن من حبيبك؟
وأسمعك تتساءل ، وهل النظر إلى بعضنا البعض حرام؟!
وها هي الإجابه في قوله تعالى : [قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ] [النور : 30] فهذا أمر واضح ..لا تنظر للنساء واصرف بصرك عنهم حتى لا تسقط في الزنا.
وأنتِ أختي في الله قال تعالى آمرا كل المؤمنات : [ َقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ] [النور : 31] وقال بعض الصالحين : النظرة سهم مسموم من سهام إبليس .
يا شباب النظر إلى النساء من الرجال حرام والنظر إلى الرجال من النساء حرام .. وهل هناك علاقه تتم دون النظر؟؟!

السؤال الثاني : ألا تتلامسون ؟!
وأنا أتكلم عن اللمس فقط فقليل من المحبين هم من يكتفون باللمس كبدايه لما بعده ..
يقول صلى الله عليه وسلم « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأه لا تحل له » بمعنى لأن تضرب بآلة حاده في رأسك خير لك من أن تمس امرأه لا تحل لك ، فهل حبيبتك تحل لك ؟! وهل زميلتك تحل لك ؟!

السؤال الثالث : هل تختلي بها ؟!
والخلوة تتحقق عندما تلتقون سويا في مكان وليس معكم أحد حتى لو كان مكان عامًا كالمنتزهات والحدائق فليس المقصود بالخلوه الأماكن المغلقه فقط ، وإنما المقصود بالخلوه عدم وجود مانع لحدوث شيء ما أو للحديث بحريه وهذا يتحقق في حدائق المنتزه ففيها يحدث الكلام الصريح المحرم حتى يصل إلى الفعل فهي خلوه محرمه قال النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَه إِلاَّ مَعَ ذِى مَحْرَمٍ » . فمن الأمور الطبيعيه جدًا في علاقات الحب هي الخلوه والخلوه حرام.

السؤال الرابع :ألا تواعدوهن سرا؟!!
قال تعالى [ َلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً ] [البقرة : 235] أي لا تتواعدوا سرًا على الزواج ، وقال عبد الله بن عباس : « أي لا تقل إني عاشق وعاهديني أن لا تتزوجي غيري ونحو هذا ...إلخ ؛ فهل أخبرت أهلك أخي في الله بأنك تحب ... لأنهم يكدحون من أجل أن تتعلم وتتفوق وتعمل لا من أجل أن تحب، وأنت أختي في الله..هل أخبرت أهلك بهذه العلاقه؟! فهم لا يتخيلون أن ابنتهم التي يحبونها كل الحب ويثقون فيها كل الثقه تهيم حبا بشاب في الشارع وينظر لها الناس نظرة سيئه ..إذا فهناك استحاله أن يعلم الأهل بما يفعل أبنائهم ... فعلم الأهل شرط مهم جدًا ، فالحلال ليس له إلا الإعلان والإشهار.. والحرام دائما يعيش في الظلام دون علم أحد ...



يا شباب ... العلاقه الوحيدة التي يوافق عليها الإسلام ... الخطبة والزواج ....

السؤال الخامس : أختي المسلمه هل سمعت قول الله تعالى [ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] [النور : 31]

أختي المسلمه : إقرأي الآيه جيدًا واكتبي في ورقه من يمكن أن يروا زينتك دون أن تقعي في الحرام ، وما دون ذلك فلا يجب أن يشاهدوا زينتك....

أختي المسلمه .. فهل تخفين زينتك عن حبيبك؟! بل
أسمعك تقولين .. بل أضع المساحيق قبل أن أقابله !!
بل أرتدي أحسن ما لدي كي يعجبه!!
بل أظهر زينتي كي لا ينظر لغيري
قولي الحقيقه دون خجل حتى تتعرفي على طبيعه علاقتك معه بل شرعيه وجودها من الأساس

السؤال السادس : هل أنتم صادقون مع الآخرين؟!!
بمعنى هل يتسبب الحب في أن تكذبون؟ فعندما يسألك والدك من الذي يحدثك على الهاتف كيف تكون الإجابه ؟ هذا فلان صاحبي أم ستقولين هذه فلانه صاحبتي؟؟! وعندما يكون السؤال إلى أين تذهبين ؟ ماذا سوف تقولين ؟ سوف أقابل فلان حبيبي !! سوف نسير سويا على شاطئ !! أم سوف تكذبين ؟! والحال نفسه مع الشاب...
يا شباب .. هذه العلاقات تقرن دائما بالكذب ، والكذب صفة مذمومه في الإسلام .
وبعد أن طرحنا هذه الأسئلة تعالوا بنا نراجع إلى نفس السؤال...
هل الحب حلال أم حرام ؟! طبقا لما سبق أجب أنت بصدق واعلم أن الله يراك...

** نهايات تلك العلاقات...

تنتهي دائما هذه العلاقات المحرمه بأمرين لا ثالث لهما :
الأمر الأول: الهجر والترك ويكون لعدة أسباب :
1- الإصابه بالملل.
2- وصول أحد الطرفين إلى ما يرجو من الآخر.
3- يذهب لمن هي أفضل منها والعكس.
4- الهجر بزواج أحد الطرفين.
الأمر الثاني: الزواج السريع أو السري؟!! تحت ضغوط الحب وتحت مظله قلة الموارد الماديه واستجابه لحاجه الجسد وخوفا من الوقوع في الزنا ( هكذا يظنون ) يلجأ الشباب إلى الزواج ولكن المصيبه هنا أنهم وقعوا في حرام أكبر ، فالذي حدث ليس زواج بل هو نوع من الزنا ، فالزواج العرفي أصلا هو : زواج يعلن أمام الجميع ويستوفي جميع الشروط حيث يكون فيه الإعلان والإشهار وموافقة الأهل وحضور الشهود ولكنه ناقص التسجيل في الأوراق الرسميه ، ذلك هو الزواج العرفي وهو زواج شرعي 100 % طالما أن الأهل موافقون وطالما تم إعلانه وحضر إشهاره الأهل والأقارب والجيران وذلك يحدث في الصعيد وعند البدو وهو الزواج الذي يحدث طوال 14 قرن مضت ولكن بعد أن زاد عدد الناس واتسعت المدن لجأ الناس إلى التوثيق حتى تنضبط المجتمعات . أما الزواج الذي يحدث بين شبابنا الآن ولا يتم إشهاره ولا يعلم عنه الأهل شيئا ويتم بورقه عرفيه يشهد عليها اثنين من الشباب فهو زواج سري وليس بزواج عرفي وهو باطل شرعا وما ينتج عنه هو زنا ومعصية لله لأنه يفتقد لأهم ركنين : الإشهار ..وموافقة الأهل..

**الإنتقام الإلهي...

(( إعمل ما شئت كما تدين تدان )) أريد منك أن تتأمل هذه العبارة وتتدبر معانيها . نعم إعمل شئت ( حب – انظر - تكلم ) فكما تدين تدان ، مثلما تفعل مع الناس سيفعل معك ...
لا تظن أبدا أن الله غافل (( حاشا لله )) فهو مطلع على نفوسنا ونوايانا .
* فلا تظن أنك الذكي الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يلعب ويمرح ثم يتزوج ولا يصاب بمكروه . فضع هذه الجمله أمام عينيك (( كما تدين تدان )) فإذا نظرت سينظرون ، وإذا همست سيهمسون وإذا ابتسمت سيبتسمون ، وإذا كذبت سيكذبون.

** وإليك هذه القصه :-

يروى أن تاجر كان يتاجر بين مكه والشام ؛ فلا كبر أوكل التجاره إلي ابنة الشاب , وفي أول رحلة للشاب أوصاه الأب قائلا : وأنت في الشام احفظ عرض أختك ، فتعجب الشاب ، كيف أحفظه وأنا بعيد عنها ولكنه سافر ، وكان لذلك الأب بنت وحيده تعيش معه ، وكان كل يوم يحضر إليه عجوز يحضر الماء لهما وكان رجلا أمينًا وذات يوم هجم هذا العجوز على الفتاة وقبلها عنوه ثم تركها وخرج ، فلما عاد الشاب من الشام كان البيت تملؤه الكآبه والحزن فسأله والده ماذا فعلت في الشام ؟ فقال لا شيء وبعد الضغط عليه قال لأبيه : لقد أعجبتني فتاة فقبلتها وتركتها فقال الأب (( نقره بنقره وإن زدت لزاد السقا )) ... نعم والله نقره بنقره فكل لمسه لفتاة هي واقعه لأختك لا محاله فلو رضيت ذلك لأختك فافعله مع الأخريات ...
**وإليك هذه القصه...
ذكرت جريدة الشرق الأوسط : قصه غريبه جدًا جدًا وهي أن زوجا ودع زوجته قائلا سوف أسافر الإسكندرية لمده طويله للعمل ، وبعد ساعات توجه لعشيقته وخرجا سويا للغداء في مطعم وعند دخولهما ( الزوج والعشيقه ) إستوقفه مشهد غريب حيث وجد زوجته في مشهد غرامي مع رجل آخر فانهال عليها بالضرب حتى فقدت الوعي ، وفي محضر النيابه قالت كنت أعلم أنه يخونني فأردت أن أفعل مثلما يفعل.........
*** تأكد أن الله لا ينسى ولا يغفل -فالله عز وجل- وضع قانونا ربانيا وهو (( كما تدين تدان )) ولا تقل : أنا أحب بأحاسيس ومشاعر ، حب بريء ، حب طاهر ، والله سيفعل شاب ذلك مع أختك أو ابنتك تحت نفس الدعاوي.
** كل كلمه ستبرر بها موقفك ستسمعها من غيرك يبرر ما فعله مع أختك أو ابنتك ...
إحذر .. إحذر .. إحذر !!!

** رساله إلى كل فتاة...

من مخلص يخاف عليك من نسمة الهواء ... من أخ يرجو لك الرفعه والصون والعفاف من شاب يحب الله ويدعوه كل يوم بأن يحفظ بنات المسلمين ..أخاطبك فأنت مفتاح صمام المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع .. لا تنزلقي يا أختي في العلاقات المشبوهه ..لا تبتسمي لشاب والبدايه دائما ابتسامة ثم تنهار الدنيا بعد ذلك ، لا تسمحي لأي أحد أن يلمسك فأنت حره عفيفه ... لا تنخدعي بالكلمات المعسوله التي لا يراد منها إلا الحرام .. واعلمي أن مكان ذلك مع زوجك في علاقة حلال طيبه تحت بركة الله ورحمته ، وتذكري دائما أن الحب منتهى لا محاله وأن زوج المستقبل لن يكون حبيب اليوم ،فماذا سوف تفعلين ؟ هل ستخبرين زوجك بعلاقاتك القديمه ؟ بأنك فعلت كذا وكذا ؟ هل ستكذبين ؟ أرجو أن تتخذي الموقف الصحيح قبل فوات الأوان ... كوني الجوهره المصونه والأميره الطاهره التي لم يلمسها إلا زوجها.

** رساله إلى كل شاب...

عليك أخي الحبيب بالمحافظة على الصلوات الخمس ، وبقراءة القرآن وبالدعاء إلى الله بأن يحفظك من كل سوء ، وتقرب إلى الله بالأعمال الصالحه .. وإن كنت ميسور الحال فتقدم لخطبة الفتاة التي ارتحت لها وأحببتها .. أما إذا كنت في بداية حياتك فأمامك أمرين :-
1- أن تنسى تلك المشاعر وتستعين بالله عليها وتتركها وتأنس بحب الله والقرب منه.
2- أو تتقدم لخطبتها وتعرفها هي وأهلها بأحوالك المادية وخطتك لتجهيز المنزل ، وإن كان مقدر لك الزواج منها فسييسر الله لك الزواج منها ، وإن كانت مشيئة الله غير ذلك فلا تحزن وتوكل على الله ..

جزاك الله خير

شكرآ لكم جميعآ
وفقكم الله

جزاك الله خيرا اخى شكرا لموضوعك الرائع

*(خادم القرآن)* كتب:

شكرآ لكم جميعآ
وفكم الله

العفو

شكرآ اختي ربي يحفضك

آميييييييييييين