كلمة عطور تعني باللغة اللاتينية (PERFUM) ومعناها هبر الدخان وقد جاءت هذه التسمية من رائحة الدخان المنبعثة عن أعواد الحطب ذات الروائح الذكية التي كان يحرقها الكهنة في المعابد مثل البخور والصندل.
وكان استخدام الكهنة للبخور يزداد في مواسم تقديم القرابين والتي كانت من الحيوانات التي تحرق على المذبح بجلودها مما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة ولكي لا يتأذى ابناء الطبقة الحاكمة من تلك الروائح كان الكهان يزيدون من حرق البخور والصندل والقرفة والاعشاب ذات الروائح العطرية.
* العطور عند الفراعنة:
اما الفراعنة فاستخدموا البخور والصندل والقرفة بعد تحويله الى مادة ناعمة في الافراح والمناسبة كما استخرجوا زيوتا عطرية من حب القرنفل بعد نقعه بالماء لعدة ايام واضافة مسحوق زهرة اللوتس التي عشقها الفراعنة اليه واستخدموا ذلك ايضا في تحنيط موتاهم.
* العطور عند الرومان:
كان الرومان اكثر حبا للعطور وامتدت استخداماتها من القصور الى الميدان فقد كان الجندي الروماني يخضب جسده بالعطور قبل الذهاب الى المعركة وهذا يعود الى نيرون عندما كان يطلب من جنوده عدم التوقف عن القتال ليلا بينما جرت العادة ان يقاتلوا نهارا ويتوقفوا ليلا لكن نيرون لقسوته وصلابته ولكي يتسمى للجنود معرفة بعضهم بعضا في الليل كانوا يضعون على اجسامهم نوعا من العطور يميزهم عن الاعداء.
* العطور عند الفرنسيين:
يعود اهتمام الفرنسيين للعطور منذ عصر الملك لويس الرابع عشر حيث كان بلاطه يعج بساده وسيدات المجتمع والنبلاء والاثرياء حيث كان يقيم في قصره عروضا للازياء تتبعها مأدبة عشاء يغسل الضيوف ايديهم بعدها بماء الورد بدلا من الصابون لذلك سمي بلاطه بـ " البلاط المعطر " وكان شغوفا بالعطور بحيث تتغير انواعها في بلاطه يوميا. أما نابليون بونابرت فكان يستهلك نصف غالون يوميا لتنظيف وجهه ويديه وانتقل حب العطور من ملوك فرنسا الى شعبها فأصبحت اشهر بلد للعطور في العالم. وتنتج أغلب العطور في مدينة " غراس " التي تعتبر عاصمة للزهور فهي مغطاة بزهور اللافندر والياسمين والجوري والقرنفل حيث يقوم السكان بجمع الزهور واستخلاص زيوتها وتحتاج هذه العملية الى كميات هائلة من الزهور الطبيعية والتي تكون العطور المستخرجة منها غالية الثمن بعكس العطور الكيميائية.
* العطور العربية:
اشتهرت الجزيرة العربية بانتاج العطور المستخلصة من النباتات والحيوانات وهي عطور نادرة تستخرج من الزعفران والمسك والعنبر والورود البرية مضافا لها زيت الصندل والعود المستورد من الهند.
* أول عطر في العالم:
اول عطر في الكون كان كما تقول الروايات حين خرج النبي يونس من بطن الحوت برائحة زكية كان مصدرها العنبر الذي تنتجه معدة الحوت الأزرق عندما تصاب بخلل فيقذف بما في معدته خارجا ويعد عنبر الحوت الأزرق من اغلى انواع العطور في العالم.